في اليوم التالي، وصلت والدتي مبكراً إلى الكليّة فأخذت مقعدها المعتاد بجانب النافذة و أخرجت أدواته لتدرس قليلاً حتى بدء المحاضرة و قد كانت تنظر بإستمرار إلى الباب منتظرةً ذلك الشاب لعلّه يأتي.


تبقت دقائق حتى بدء الدرس و قد تأخر ذاك الشاب عن الحضور ، و حينما أخذت نظرةً خاطفة من خلال النافذة رأته يركض إلى الصف ، فأسرعت لمقعده و تركت نسخةً من كتابها المدرسي هناك حتى يتمكن من استخدامه.


بعد وصوله بلحظات رن جرس بداية المحاضرة، فذهب و هو يلهث إلى المقعد الذي جلس فيه البارحة و قد لاحظ الكتاب هناك، فإستدار إلى والدتي لتغمز له و تعلو وجهه إبتسامة تنسيه كلّ تعبه.


بعد الدرس ذهبت والدتي إليه و قد سألته إن كان لديه وقت لمرافقتها إلى مكان ما و قد وافق بصدر رحِب، فرحت والدتي ثم قرروا الذهاب إلى مكتبة الكليّة للمطالعة معاً ، و لكن نظرًا لأن ذاك الشاب لم يكن لديه بطاقة هوية للدخول، كان عليهم التسلل ، كانت والدتي تعتقد أن هذا كان موقفاً مضحك ، لكنهم في الأخير لم يكتشفوا أمرهما في النهاية .


طوال فترة تواجدهما داخل المكتبة تبادلوا قليلاً أطراف الحديث و قد إستمتعا كثيراً و الغريب في الأمر أنهما إنسجمها مع بعضهما رغم أنهما غريبين لا يعرفان حتى إسميّ بعضهما.

2021/01/09 · 145 مشاهدة · 201 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024